كرجل .... أشعر بالغثيان والتهديد، وكمتخصص أبحث عن الدوافع والأسباب والخلفيات حين تجلس أمامي أو ترسل إلي بالبريد الإليكتروني "زوجة خائنة"
الرجال أيضا يخونون، ولكن في وعينا وثقافتنا فإن خيانة الرجل أخف من خيانة المرأة بكثير، ودأب الناس على رصد هذا بوصفه تضييقا على المرأة، ولا يلتفت أحد إلى أنه يتضمن نوعا من التقديس والمبالغة في الاحترام لها، وكأنها ينبغي أن تكون أقرب إلى الله وغلة الملائكية والطهر والقداسة .
المرأة المثالية في وجداننا العام هي مريم ابنة عمران، والسيدة زينب، وفاطمة الزهراء وكلها رموز فوق الشبهات نحن كرجال نعتقد أو نتمنى أو نرغب في الاقتران بزوجة مثل هؤلاء !!!!
ولكن حيث أن المرأة إنسان يصيب ويخطئ يسمو ويسقط، يستقيم وينحرف فإنها أيضا تخون.
وخبرتي تقول بأن الخائنة لديها أسبابها ومنطقها، وأنها ليست بريئة كما تحاول أن تدعي، كما أنها ليست دائما بالشر الذي نتداوله، فهي غالبا مجرمة وضحية في الوقت ذاته، هي تتقمص أو تحاول إبراز نفسها كضحية للزوج والظروف والآخرين هروبا من المسئولية عن الخطأ، ونحن نحاول إلصاق كل النقائص بها بوصفها شيطانة وست مشيها بطال!!
هل الزوجة الخائنة مريضة نفسانية ؟!
أتذكر قصة منشورة في بريد الأهرام أغفل الأستاذ "عبد الوهاب مطاوع" "رحمه الله" في الرد عليها احتمال أن تكون خيانتها جزءا من مرض نفسي رغم أن تفاصيل القصة كانت تحتمل هذا بشدة.
وباختصار فإن دخول الزوجة في علاقة مع غير زوجها قد يعكس احتياجا نفسيا غير مشبع، أو شعورا مزمنا بالتهديد وعدم الثقة بالنفس، أو عدم الأمان مع الزوج، وقد يكون جزءا من أزمة منتصف العمر، أو هروبا من إحباطات خاصة أو عامة أو بحثا عن مغامرة لتجديد الملل أو الضجة من روتين الحياة، أو انتقاما من الزوج على طريقة بلدياتنا الذي أراد إفزاع زوجته "فسكب على وجهها "مية نار" !!!
والملفت أن الزوج يتعامل مع خيانة زوجته فورا بوصفها عارا شخصيا لأن الثقافة السائدة تلقي عليه باللوم والمسئولية، فهو بالتأكيد مقصر كما أنها "مجرمة" !!!
والزوجة تستفيد من هذه الثقافة السائدة، ولكن أيضا ممكن أن تكون الخيانة جزءا من خلل نفسي أكبر كما في حالات اضطراب الشخصية، أو حالات الهوس البظري، ومؤخرا فإن التجارب على الجينات تسعى إلى إثبات أسباب تشريحية في أنسجة الأعصاب ومقادير الهرمونات واضطرابها، كما سننشر في العدد القادم بمشيئة الله.
هل زادت معدلات الخيانة الزوجية عن ذي قبل ؟!!
ليست لدينا معلومات طبعا ولا إحصاءات ولا أبحاث، فالمراكز المتخصصة والأقسام الجامعية، والمجالس القومية، وحتى المواد الإعلامية تتغافل عن مثل هذه المسائل، أو تعالجها بخفة وسطحية وإثارة، ويمكنكم التفكير أيضا في الأسباب الاجتماعية للخيانة الزوجية حين تكون البيئة المحيطة ضاغطة ومواتية وأحيانا متواطئة،
أستطيع الجزم بأن صور الخيانة أصبحت أكثر تنوعا، وهذا مفهوم بالمنطق نتيجة شكل الحياة المعاصرة ومكوناتها ومستجداتها وبخاصة أدوات الاتصال والمعلوماتية، حتى صارت لدينا خيانة إليكترونية بالمحمول والنت والصوت والصورة للكاميرا الديجيتال .
تعالوا نحاول المكاشفة والتحليل لعلنا نفهم أعمق، ونتعامل أفضل .
عزيزي الزوج : هل تخون زوجتك ؟؟ كيف ولماذا ؟!!
عزيزتي الزوجة : هل تخونين زوجك ؟!! كيف ولماذا ؟!!